ساهم محسنون خليجيون بتمويل المرحلة الأولى من مشروع خيري وخدمي كبير في مدينة المكلا تابع لجمعية الحكمة بحضرموت يتضمن بناء جامع يتسع لنحو (1200) مصلٍ ومستشفى تخصصي وعمارة وقف الوالدين ..
وجرى اليوم في المكلا الافتتاح الرسمي لهذا المشروع بحضور الأستاذ ناصر سالم بلبحيث وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون مديريات الساحل ووفد من المؤسسات الخيرية الكويتية بينهم الشيخ عبدالله مبارك الحقان رئيس مجلس إدارة مبرة مفاتيح الخير بدولة الكويت والشيخ / مبارك سعد الخنين عضو مجلس إدارة مبرة مفاتيح الخير ومدير جمعية صندوق إعانة المرضى بمحافظة الأحمدي بدولة الكويت وجمع من أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ ورجالات الخير والإحسان .
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع الخيري المقام على مساحة اجمالية تقدر بنحو (2273) متر مربع وتصل كلفتها الإنشائية إلى 252 مليون ريال بنفقة جهات خيرية كويتية على بناء جامع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ويتضمن مصلى للرجال يتسع لألف ومائتين مصلي وآخر للنساء يتسع لـ 230 مصلية مع ملحقاتهما وشقة لأمام الجامع مكونة من 3 غرف مع مصالحها , وعمارة وقفية من ثلاثة أدوار خاصة لمشروع (وقف الوالدين) وينتظر استكمال خمسة أدوار أخرى لها في المرحلة الثانية من المشروع إضافة إلى مبنى لمستشفى تخصصي يتكون من ثلاثة أدوار ويتوقع استكمال ثلاثة أدوار أخرى وتجهيزه بالمعدات والمستلزمات الطبية والفنية في المرحلة الثانية من هذا المشروع ..
وأشاد وكيل المحافظة المساعد لشؤون الساحل بدعم أهل الخير من الأشقاء في الخليج ومساعدتهم في تشييد هذه المشاريع الخيرية والخدمية لافتاً إلى عمق العلاقات الحميمة ووشائج القربى المتينة بين بلادنا والكويت وما تمتاز به من ترابط أخوي وثيق بين الشعبين في البلدين .
وأوضح الوكيل المساعد بأن للكويت إسهامات كثيرة في الجانب التعليمي والصحي وخاصة ما شيدته في سبعينيات القرن الماضي من مشاريع في حضرموت لازالت اليوم تستحضر هذا العطاء النبيل للأشقاء في الكويت ومنها مستشفى ابن سينأ والعديد من الصروح التعليمية .
وأثنى الوكيل بلبحيث عن الشراكة المتميزة لجمعية الحكمة مع مؤسسات والخيرين والمحسنين في دولة الكويت الشقيقة لما فيه تقديم الخدمة والمساعدة للأسر الفقيرة والمحتاجة داعياً إلى تعزيز هذه الشراكة وتطويرها وتوسيعها لما لها من أهمية للنفع العام وسد حاجة المحتاجين والفقراء .
فيما قال الشيخ أحمد بن حسن المعلم -رئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت – رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة بالمحافظة -عضو جمعية علماء اليمن “بأن الله سبحانه وتعالى سخر هذه الأعمال الخيرية وتلك الجمعيات والمؤسسات والمنظمات وأهل الخير والمحسنين من دول الخليج العربي لتقديم الخدمة الانسانية والاجتماعية وتغطية النقص الكبير في الكثير من الجوانب الحياتية والخدمية لعامة الناس لافتاً إلى أن هذه الإسهامات كان لها يد العون في تمكين جمعياتنا الخيرية من القيام بواجباتهم وأعمالهم ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتغطية النقص الذي نشعر به في ظل شحة الموارد المالية للدولة في بلادنا ” .
وأعترف الشيخ المعلم “بانخفاض تبرعات وصدقات المحسنين للجمعيات” وقال : ” هناك أسباب كثيرة أدت إلى تجفيف منابع الخير وجعلت الناس يتخوفون من أن يتصدقوا أو ويرسلوا أموالهم للجمعيات مما أدى إلى وصول الكثير – من هذه الجمعيات – إلى دائرة العجز بما نسبته 50% مما أنعكس سلباً على أنشطتها ومشاريعها الخيرية التي تقدمه ” , داعياً إلى تجاوز ذلك من خلال إيجاد مشاريع وقفية واستثمارية تسهم في تغطية شاملة لأنشطة إعمال الخير بالإضافة إلى دعوة الميسورين والتجار للمساهمة بجزء مما يحتاجه أخوانهم الفقراء .
وقال الشيخ المعلم : ” لدينا أغنياء وتجار ولدينا محسنون ومحبون للخير لكن هؤلاء ليس لديهم ثقة بالمؤسسات الخيرية ويعتمدون على أنفسهم في توزيع صدقاتهم وبالتالي قد تذهب هذه الأموال في خير محلها” مشيراً إلى أن “المؤسسات والجمعيات الخيرية لديها الخبرة وتمتلك لجانا وبحث اجتماعي للمحتاجين مما يسهل الوصول إليهم” داعياً إلى خلق المزيد من التعاون والشراكة الحقيقية بين أهل الخير والمحسنين والمتصدقين مع الجمعيات بما يؤدي إلى إنجاح المشاريع الخيرية التي توجه لخدمة المجتمع وسد حاجة الفقراء والمحتاجين.
بدوره وصف الشيخ / مبارك سعد الخنين عضو مجلس إدارة مبرة مفاتيح الخير ومدير جمعية صندوق إعانة المرضى بمحافظة الأحمدي بدولة الكويت هذه المشاريع الخيرية بأنها تجسد صورة من صور التكافل الاجتماعي وتأتي مساهمة من أهل الخير والمحسنين في دولة الكويت لأشقائهم في اليمن .
فيما أوضح الأستاذ نجيب أحمد مخرج أمين عام جمعية الحكمة إلى أن هذا المشروع الخيري أنطلق قبل نحو عشرات سنوات مستعرضاً مكوناته المختلفة وما إنجز في مرحلته الأولى , مشيراً إلى أن المرحلة الثانية من مشروع مسجد جامع عبدالله بن مسعود رضى الله عنه تتضمن بناء مركز لتخريج الدعاة ويحتوي على (سكن للطلاب وقاعة للتدريب ومكتبة ومكاتب إدارية وملحقات عامة) بالإضافة إلى مركز نسوي يحتوي على (قاعة تدريب وأخرى للمحاضرات ومكاتب للإدارة) بهدف المساهمة في تأهيل المرأة في الجوانب العلمية والمهنية .
وشكر مخرج أهل الفضل والإحسان من الأشقاء في الكويت الذين أسهموا في تمويل المرحلة الأولى من هذا المشروع بمكوناته المختلفة والذين يتضمن أيضاً على إفتتاح مصلى نساء (دور ثالث) بمسجد معاذ بن جبل رضي الله عنه بالمكلا بكلفة أربعة عشر مليون ريال يمني بتمويل كريم من نفس فاعل الخير الذي بنى الجامع مع ملحقاته .
وتم في ختام الحفل تكريم الداعمين واللجان العاملة للمشروع وعرض روبورتاج مصور عن المشروع وما يتضمنه من أهداف عبادية ووقفية وخدمية وتحقيق مبدأ التكافل الإجتماعي وغرس معاني الرحمة .